منوعات

تبرئة رجال الصحيح من الطعن و التجريح

1.   تبرئة رجال الصحيح من الطعن و التجريح 

مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإن لكل أمة تراث تفتخر به لأنه سر نهضتها وتميزها ، ولقد كرم الله أمة الإسلام بحفظ مصادر استدلالها قال تعالى  إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ الحجر: 9  وقد فُسِر الذكر بأنه : قرآن وسنة ، فقد قدر الله أن تصان السنة وتحفظ كما حفظ القرآن لأنها هي المفسرة له  والمفصلة لمجملة .
لذلك فقد سعى المغرضون للإسلام في كل حين إلى التقليل من شأن السنة والتشكيك في ثبوتها ودلالاتها ، وأثاروا ضدها الشبهات ، التي دُحرت ورُد عليها منذ ظهورها ولكن بين الحين والأخر يأتي من يثيرها للحصول على الشهرة الزائفة
شرف دراسة الحديث النبوي رواية ودراية :
شرف دراسة الحديث مصدره : مادة الكلام الذي يخدمه هذا العلم ألا وهو كلام سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قال الشيخ أبو الحسن المأربي حفظه الله : فلما كان علم الحديث يهتم بمعرفة أقواله صلى الله عليه وآله وسلم وأفعاله وأحواله، وهو أمر شريف عظيم كان هذا العلم شريفاً عظيماً، وتبوأ بذلك منزلاً كريماً، لا يقوم به إلا أولو العزم من الرجال، وصدق من قال: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم 1أهـ وفيما يلي بيان لقدر من هذا الشرف :
· أهل الحديث هم أولى الناس بوصف النبي في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك .وقد قال الإمام أحمد رحمه الله: "إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم
· حاجة كل فنون العلم لعلم الحديث : قال ابن الصلاح كما في خطبة كتابه "علوم الحديث . هذا وإن علم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة، وأنفع الفنون النافعة، يحبه ذكور الرجال وفحولتُهُم، ويُعْنى به محقِّقُو العلماء وكَمَلتُهم، ولا يكرهه من الناس إلا رُذالتهم وسَفِلتهم، وهو من أكثر العلوم تولجاً في فنونها، لا سيما الفقه الذي هو إنسان عيونها، ولذلك كثر غلط العاطلين منه من مصنفي الفقهاء، وظهر الخلل في كلام المخلين به من العلماء .ا.هـ.
· أهل الحديث هم العقبة الكئود أمام كل بدعة فلولاهم لعمت البدع ، وشاعت الشبهات ، ولذلك قال الحاكم النيسابوري رحمه الله في مقدمة كتابه " معرفة علوم الحديث " : أما بعد: فإني لما رأيت البدع في زماننا كثرت، ومعرفة الناس بأصول السنن قلَّتْ، مع إمعانهم في كتابة الأخبار، وكثرة طلبها على الإهمال والإغفال؛ دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع علوم الحديث..."إلخ ، فتبين من ذلك أن علم الحديث خير رادع لكل مبتدع في الدين ،وقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: الإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ ، لَوْلا الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ، وقال أيضاً بيننا وبين القوم القوائم  يعنى الإسناد. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ لإِسْنَادُ سِلاحُ الْمُؤْمِنِ وقال الإمام أحمد رحمه الله ما أعلمُ الناسَ اليوم في زمان أحوج منهم إلى طلب الحديث من هذا الزمان، قلتُ: ولم؟ قال: ظهرت بدع؛ فمن لم يكن عنده حديث وقع فيها 

لذلك كان المبتدعة في كل عصر يهاجمون أهل الحديث بكل قوة 

لانهم خط الدفاع الأول عن السنة ، حتى قال بكر بن حماد الشاعر المغربيّ في ذمّ الحديث وأهله :
أَرَى الْخَيْرَ فِي الدُّنْيَا يَقِلُّ كَثِيرُهُ  وَيَنْقُصُ نَقْصًا وَالْحَدِيثُ يِزِيدُ
فَلَوْ كَانَ خَيْرًا قَلَّ كَالْخَيْرِ كُلِّهِ  وَأَحْسِبُ أَنَّ الْخَيْرَ مِنْهُ بَعِيدُ
وَلابْنِ مَعِينٍ فِي الرِّجَالِ مَقَالَةٌ  سَيُسْأّلُ عَنْهَا وَالْمَلِيكُ شَهِيدُ
فَإِنْ تَكُ حَقًّا فَهْيَ فِِي الْحُكْمِ غِيبَةٌ * وَإِنْ تَكُ زُورًا فَالْقِصَاصُ شَدِيدُ
وَكُلُّ شَيَاطِينِ الْعِبَادِ ضَعِيفَةٌ * وَشَيْطَانُ أَصْحَابِ الْحَدِيثُ مَرِيدُ 
وقد أحسن من رد عليه قائلاً : 
لَقَدْ سَاءَنِي قَوْلٌ بَغِيضٌ مُشَوَّهٌ تَقَوَّلَهُ بَكْرٌ وَبِئْسَ الْعَنِيدُ
وَبِئْسَ مَقَالُهُ وَلَيْتَهُ أُخْرِسَا وَشُلَّتْ يَمِينُهُ وَبُتَّ الْوَرِيدُ
أَيَا بَكْرُ لاَ نُصِرْتَ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ  وَأُفٍّ لِقَوْلٍ قُلْتَهُ إِذْ تَحِيدُ
حَدِيثُ رَسُولِ اللهِ لَيْسَ بِزَائِدٍ  وَلَكِنَّكَ امْرُؤٌ غَبِيٌّ بَلِيدُ
ظَنَنْتَهُ زَائِدًا وَظَنُّكَ بَاطِلٌ  وَقَلْبُكَ قَاسٍ جَامِدٌ بَلْ طَرِيدُ
وَلاَ يُنْكِرُ الْحَدِيثِ إِلاَّ ذَوُو الْعَمَى  كَمِثْلِكَ أَيُّهَا الْبَغِيضُ الْعَنِيدُ
وَأَهْلُ الْحَدِيثِ قَدْ وَقَاهُمْ إلاَهُهُمْ  عَنِ الزَّيْدِ وَ النُّقْصَانِ نِعْمَ الْعِبيدُ
جَرَحْتَ إِمَامًا قَدْ عَلاَ صِيتُهُ الْوَرَى  لِكُلِّ رِجَالٍ فِي الْحَدِيثِ عَمِيدُ
جَهَابِذَةُ النُّقَّادِ قَالُوا بِجَمْعِهِمْ  إِمَامٌ بَصِيرٌ فِي الْمَقَالِ سَدِيدُ
تَقَدَّمَهُ جَمٌّ غَفِيرٌ أَئِمَّةٌ  وَكُلٌّ لَهُ قَوْلٌ مَرِيرٌ شَدِيدُ
فَسُفْيَانُ مَالِكٌ وَلَيْثٌ وَشُعْبَةٌ  كَذَا لا بْنِ مَهْدِيٍّ مَقَالٌ وَكِيدُ
كَذَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ مَعْهُ مُحَمَّدٌ   فَيَحْيَى اقْتَدَى بِهِمْ وَنِعْمَ الرَّشِيدُ
وَقَبْلَهُمُ الرَّسُولُ جَاءَ مُمَهِّدًا طَرِيقًا لَهُمْ نِعْمَ الإِمَامُ الْوَحِيدُ
"فَبِئْسَ أَخُو الْعَشِيرِ" قَالَ لِمْنْ أَتَى  إِلَى بَابِهِ الرَّحِيبِ وَهْوَ يَكِيدُ
وَقَدْ شَيَّدَ الْقُرْآنُ صَرْحًا مُوَطَّدًا  لِتَفْنِيدِ مَنْ عَنِ الرَّشَادِ يَحِيدُ
فَقَالَ {تَبَيَّنُوا}وَقَالَ{وَأَشْهِدُواْ  فَيَا أَيُّهَا الْمَغْرُورُ مَا ذَا تُرِيدُ
وَأَمَّا مَقَالُكَ الشَّنِيعُ وَبِئْسَمَا   نَطَقْتَ لأَصْحَابِ الْحَدِيثِ تَكِيدُ
نُعَقِّبُهُ مِثْلاً بِمِثْلٍ تَنَصُّفًا  فَشَيْطَانُ أَعْدَاءِ الْحَدِيثِ مَرِيدُ
وَأَنْتَ عَدُوٌّ لِلْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ  فَشَيْطَانُكَ الْمَرِيدُ أَنْتَ الْبَعِيدُ
وَأَمَّا أُلُو الْحَدِيثِ فَالله عَوْنُهُمْ هُمُ أَوْلِيَاءُ الله نِعْمَ الْعَبِيدُ
فَلَيْسَ لِشَيْطَانٍ مَرِيدٍ تَسَلُّطٌ عَلَيْهِمْ حَمَاهُمُ الإِلاَهُ الْمَجِيدُ
فَسُورَةُ سُبْحَانَ الْكَرِيمةُ نَوَّهَتْ عَلَى ذَلِكَ الْوَعْدِ الْكَرِيمِ تُشِيدُ
فَأَسْأَلُكَ اللهُمَّ أَنْ لاَ تُزِيغَنَا عَنِ الْحَقِّ دَائِمًا فَأَنْتَ الْحَمِيدُ
وَتَرْزُقَنَا نَصْرًا لِسُنَّةِ حِبِّنَا نُحَارِبُ مَنْ لَهَا بِكَيْدٍ يُرِيدُ
عَلَيْهِ صَلاَةٌ مَعْ سَلاَمٍ وَآلِهِ وَصَحْبٍ وَمَنْ تَلاَ وَنِعْمَ السَّعِيدُ
يَقُولُ مُحَمَّدٌ يَا رَبِّيَ ارْحَمَا  ذَا كُنْتُ فِي قَبْرِي غَرِيبًا وَحِيدُ
 أهل الحديث هم أصحاب الوجوه النضرة لدعوة النبي لهم بذلك   فعن عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه  اري صاحب الصحيح ، وقد أتفق علماء الأمة أن صحيحه ، هو أصح كتاب بعد كتاب الله ، وإذا كانت السنة هي المصدر الثاني من التشريع   فإن عمدة السنة النبوية الصحيحان   البخاري ومسلم " لذا تجد كثيراً ما إذا أراد مبتدع أن ينال من ا لم الأثبات ، فحالنا الآن من أسوأ الحالات  فالسنة توجه لها الضربات ، في أبحاث وكتيبات ومجلدات   وبرامج على الشاشات   يسوقون المتشابهات ، ويطلقون الاعتراضات   وهي في الحقيقة كبيوت العنكبوت الواهيات  فمن قرأ وتبحر   وجد الرد المفسر   ومن تباطأ وقصر   ترى الشك يصيبه ويتأثر  

زائرنا الكريم : رجاءآ لاتنسى الاشتراك بقناتنا تشجيعآ لنا لتقديم الافضل وحتى يصلك كل جديد

  

شكرا لك .. الى اللقاء 

*

*